فارس دبي الاداره
عدد الرسائل : 198 المزاج : رايق فارس دبي : 1200 فارس دبي : 23456 تاريخ التسجيل : 16/02/2008
| موضوع: هل جرب الزوجـــــان الحـب في الله ؟ الخميس مارس 06, 2008 12:15 pm | |
| يستطيع الزوجان المتحابان في الله أن يبنيا حياة زوجية مستقرة تتغشاها السكينة وتسودها الألفة والمودة تذوب في ظلالها الآمنة الخلافات الزوجية وينشأ أبناؤها متحابين، أسوياء بعيدًا عن كل أشكال الانحراف.
كيف يمكن للزوجين أن يتحابا في الله؟ كان محور حديثنا مع الداعية الإسلامي الشيخ ناظم المسباح حيث أكد أن تعميق الحب في الله بين الزوجين يخلق حياة سعيدة، تخشى الله وتخاف عقابه وتقبل على طاعته وتدرك حدود الحلال والحرام،
وفيما يلي تفاصيله حلاوة الإيمان
ما معنى الحب في الله وكيف يمكن للزوجين أن يتحابا في الله؟
الشيخ ناظم: الحب في الله رابطة من أقوى الروابط التي يجتمع في مظلتها المؤمنون, وهي رابطة تنتج في النفس حلاوة الإيمان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ..'، وحلاوة الإيمان تقوي الرابطة بين المؤمنين، والأوثق من ذلك الرابطة الزوجية التي وضعها الشارع الإسلامي بأنها الميثاق الغليظ، وإذا كانت هذه الرابطة الزوجية مفعمة بحب الله ورسوله فإنها حتمًا سوف تكون قوية ومتماسكة ضد أية تصاعدات أو مشكلات,
ويمكن للزوجين أن يتحابا في الله عبر الخطوات التالية :
أولاً ـ أن يطلب الزوجان من الله تعالى أن يلقي المحبة في قلبيهما ويداوما على هذا الدعاء لأن الله عز وجل هو مالك الملك وما من نعمة إلا وهي بيده.
ثانيًا ـ عليهما أن يأخذا بالأسباب التي تولد المحبة والألفة من خلال تبادل عبارات المودة والتقدير, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'الكلمة الطيبة صدقة', 'تبسمك في وجه أخيك صدقة' هذا فضلاً عن التخلق بالأخلاق السامية التي تجذب كل طرف إلى الآخر.
ثالثًا ـ الحرص على الواجبات الدينية يولد المحبة والترابط، أما هجران هذه الفرائض فيولد التقاطع والتدابر ومن ثم تضطرب الحياة الزوجية. ـ الابتعاد عما حرم الله تعالى من المعاصي والآثام، والإكثار من الطاعات وأعمال المعروف. ـ يجب على الطرفين أن يتقيدا بأوامر الشرع، فيقوم كل طرف بالحقوق والواجبات الزوجية كما ينبغي, وهذا من شأنه أن يقوي الرابط الزوجي ويوثقه، ويولد في قلوب الأزواج والزوجات محبة الله ورسوله. ـ ينبغي على الزوجين أيضًا استذكار الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تشتمل على الترغيب والترهيب، فعلى الزوج أن يرغب زوجته في الأحاديث والآيات التي تدعو إلى إشاعة الألفة والمودة والسكن في أرجاء الحياة الزوجية، وأن يحذرها منأن التهاون في ذلك سوف يؤدي إلى انهيارها وشيوع القلق والاضطراب في أوساطها .
قطعة من الجنة وما الجوانب الإيجابية للحب في الله على العلاقة الزوجية؟ الشيخ ناظم: الحياة الزوجية في ظل الحب في الله تسودها علاقات متينة يراعي فيها العدل والإنصاف وتسود فيها المحبة والألفة: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم:21]، وفي ظل الحب في الله يصبح البيت أشبه بقطعة من الجنة حيث الاطمئنان النفسي والاستقرار الأسري، والأمان الزوجي، كما ينشأ الأبناء أسوياء متحابين في الله غير متنازعين أو متشاكين، ومطيعين له سبحانه وتعالى غير عاصين أو مدمنين للمخدرات، وحاجة الأبناء إلى المحبة تفوق حاجتهم إلى الطعام والشراب. والحب في الله يخلق أسرة منتجة ومبدعة وذات مهارات متطورة لأنها في هذه الحالة ستأخذ بكل أسباب النجاح والتقدم وهذه هي نتائج الطاعة، فالإيمان يفجر في المرء طاقات وإبداعات كثيرة.ويؤدي الحب في الله أيضًا إلى إشاعة الحب بين أسرتي الزوجين, فعندما يرى أهل الزوجة أن الزوج يعاشر ابنتهم بالمعروف فإن ذلك سيدعوهم إلى حب الزوج، وكذلك فيما يرى أهل الزوجة أن زوجة ابنتهم تقدس الحياة الزوجية وتتعامل مع ابنهم وفق مقتضيات الشريعة الإسلامية، فإن ذلك سوف يؤدي إلى تبادل الحب في الأسرتين ومن ثم ترابطهما.
الحصن الحصين كيف يمكن للأبناء أن ينشأوا في ظل أسرة متحابة في الله؟ الشيخ ناظم: الأسرة الآن هي الحصن الحصين والدرع الواقي لحماية الأبناء من الوقوع في الانحرافات والأخطاء، فالأسرة المتماسكة دينيًا والمتحابة في الله تنتج أبناءً مرتبطين بالمساجد، ناجحين في حياتهم، مؤمنين بوجوب هذا النجاح والتفوق، أما الأسرة المفككة البعيدة عن الله عز وجل فإنها تخرج شبابًا منحرفًا، قد يتعاطى المخدرات وقد ينتمي إلى رفقاء السوء. وقد حرص الإسلام على تنشئة الأبناء في ظل الإسلام ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: 'إن الله ليعجب من الشاب الذي ليس له صبوة' أي إن الله عز وجل يثني على الشاب الذي ليس له كبوة أو شذوذ أو انحراف.
ولهذا على الأسرة أن تجتهد قدر الطاقة وأن تنشئ أبناءها على الطاعة وحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم.
رفق ولين... مهم جدًا إلى أي مدى يمكن أن يسهم الحب في الله في تذويب الخلافات الزوجية وتجاوزها؟ الشيخ ناظم: الحب في الله يلزم طرفي العلاقات الزوجية بأن يتعاملا برفق ولين، فتلتزم الزوجة بواجباتها ومسؤولياتها ويلتزم الزوج بواجباته ومسئولياته أيضًا، ويسعى كل منهما إلى عدم ظلم الآخر، وإذا حدث أية خلافات أو عواصف زوجية فإن تجاوزها سيكون أمرًا حصينًا، لأن كلاً منهما يخشى الله ويضع أمامه الآية الكريمة: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة:24].
ومن بين مظاهر حب الله عز وجل أن يلتزم الزوجان بما قرره الشارع الحكيم, فتطيع المرأة زوجها وتصوم شهرها وتحصن نفسها، ويقوم الزوج على أمرها فينفق عليها ويطعمها مما يطعم ويكسوها مما يلبس وغير ذلك من التعاليم الإسلامية المقررة.
كيف يمكن للسعادة الزوجية أن تتحقق في ظل الحب في الله؟ الشيخ ناظم: كما قلت إن الحب في الله يخلق الألفة والمودة بين الزوجين، والسعادة الزوجية لا يمكن أن تتوفر إلا في ظل محبة الله عز وجل ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد أمر الإسلام بإنصاف المرأة وأعطاها حقوقها كاملة، وبالتالي فإن التمسك بالإسلام والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأمهات المؤمنين كل ذلك سوف يكون مجلبة للسعادة، فقد كان بيت النبي صلى الله عليه وسلم من أكثر البيوت حبًا وطاعة لله، ولذلك كانت السعادة ترفرف عليه.
وما علامات حب الله عز وجل التي يجب أن يدركها الزوجان؟ الشيخ ناظم: علامات حب الله التي يجب أن يدركها الزوجان هي: ـ حبه عز وجل باتباع تعاليمه والابتعاد عن نواهيه، وحب النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتداء به وحب آل بيته وأزواجه وصحابته والتطلع إلى لقائهم.
ـ طاعة الله عز وجل ووضع كل شيء في حياة الإنسان في ميزان الله لمعرفة حلاله وحرامه. ـ تعظيم الله عز وجل وتوقيره والتأدب معه ومعرفة آلائه ونعمه. ـ تحصيل ما يحبه الله ورسوله من الأقوال والأفعال. ـ ترجيح محبة الله تعالى على ما سواها من محبة سائر المخلوقين .
نفعنا الله واياكم لما فيه رضا الله وخير العباد منقوووول للفائده
| |
|